انطلقت فكرة منتدى التنمية الخليجي اثر ندوة اعدها ودعى لها الدكتور على خليفة الكواري بعنوان “كفاءة أداء المشروعات العامة في دول الجزيرة العربية المنتجة للنفط” واستضافها جهاز ابوظبي للاستثمار خلال الفترة 26 – 29 ديسمبر 1979 برعاية من معالي وزير الخارجية، ورئيس جهاز أبو ظبي للاستثمار آنذاك بدولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ احمد خليفة السويدي. كانت الجلسات برئاسة معالي وزير التخطيط الأستاذ سعيد احمد غباش، وشارك في الندوة اكثر من خمسين شخصية من دول الخليج العربي.
نظرا للنجاح الذي حققته الندوة، تم تشكيل لجنة تحضيرية مكونة بعضوية كل من الدكتور أسامة عبدالرحمن، والدكتور على الكواري، والأستاذ حسن فخرو، والأستاذ عبدالباقي النوري، والدكتور عبدالعزيز الدخيل، والأستاذ عبدالعزيز الزامل، والأستاذ عبدالله الغانم، والأستاذ عبدالله المزروعي، وذلك للبحث في يجاد اطار يكفل استمرار مثل هذا اللقاء لأبناء الخليج.
خرجت اللجنة التحضيرية بورقة عمل أولية حول الاطار العملي لهذا النشاط جاء في مقدمتها “وفاء وايمانا من أبناء هذه المنطقة المهتمين بشئون تنميتها ومستقبل اجيالها بضرورة توظيف الخبرة المكتسبة مع الأسلوب العلمي في بناء هيكل اقتصادي واجتماعي سليم للمنطقة قادر على ضمان مستقبلها، وادراكا من هذه الفئة بأهمية الدراسات المستفيضة وتبادل الآراء حول مشاكل المجتمع في الحاضر من اجل بناء المستقبل بعيدا عن محددات الطابع الرسمي، ورغبة منهم في المساهمة في جهود التنمية جنبا الى جنب مع المؤسسات والاشكال الوطنية والإقليمية، وتعميقا لأواصر التعاون بين أبناء المنطقة على مواجهة المشاكل والمعوقات المشتركة التي تواجه مسيرة المنطقة التنموية، فقد رأوا جميعا في اجتماعهم في أبو ظبي خلال الفترة 26-29ديسمبر 1979ان يؤلفوا فيما بينهم ندوة دائمة لطرح ودراسة ومناقشة كل ما يتعلق بقضايا تنمية مجتمع هذا المنطقة وما يواجهها من مشاكل واستشراق الحلول الملائمة ونشر الوعي والادراك المبكر بأمور التنمية لدى الكوادر الوطنية . والندوة بهذه الصفة هي بمثابة المنبر الحر والصريح للمهتمين بشئون التنمية في كافة المناحي الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة”
ولهذا الغرض تم اقتراح ان يكون اسم هذا الاطار المقترح “الندوة الدائمة لدراسة التنمية في الأقطار المنتجة للنفط في الجزيرة العربية”، واستمرت “الندوة الدائمة لدراسة التنمية” تعمل بهذا الاسم، وبإدارة تلك اللجنة التحضيرية في انجاز اللقاء الثاني المنعقد في المنامة بالبحرين يومي 25 – 26 ديسمبر 1980لمناقشة موضوع من اعداد الدكتور أسامة عبدالرحمن بعنوان “إدارة التنمية في الدول المنتجة للنفط في الجزيرة العربية” وبنفس الزخم من الحضور الذي كان في الندوة الأولى.
استمرت اللجنة التحضيرية للندوة بإدارتها وعقد لقاءات سنوية منتظمة لمدة ست سنوات طرحت فيها العديد من الموضوعات التنموية الهامة، ووضعت أسس للمنتدى في صيغته الجديد، والتي على ضوئها تم الاتفاق في الاجتماع السنوي السادس المنعقد في ابو ظبي في 11 يناير 1986 على تغيير الاسم إلى “منتدى التنمية الخليجي” ووضعوا اطارا تنظيميا لعمل المنتدى، وادارته بلجنة تنفيذية واستمر العمل بهذا الاطار حتى تم تطوير نظام أساسي جديد للمنتدى تم اعتماده في الاجتماع السنوي الأربعين للجمعية العمومية للمنتدى المنعقد في الكويت في 8 فبراير 2020 وبموجبه يدار المنتدى بمجلس إدارة منتخب من الجمعية العمومية للمنتدى.