اللقاء القادم للمنتدى

الثقافة ومجتمع المعرفة وتأثيرها على التنمية في دول مجلس التعاون

دورة الأستاذ شملان العيسى - رحمه الله

تنظيم مركز اسبار للدراسات والبحوث


الجمعة والسبت 2 - 3 فبراير 2024
فندق الانتركونتننتال - الرياض - المملكة العربية السعودية

مدير اللقاء

الدكتور خالد الجابر - أستاذ الاتصال السياسي - برنامج دراسات الخليج - جامعة قطر

المشاركون في اللقاء

الدكتور حسن مدن  – البحرين

إصلاح المنظومة التعليمية كشرطٍ للتنمية في مجتمع المعرفة: تدريس مادة الفلسفة في دول الخليج العربي مثالاً

تدّل تجارب البلدان الناجحة تنمويًّا على أنّ إصلاح منظومة التعليم هو المنطلق الصحيح للمضي في طريق التنمية، وبلوغ الأهداف المنشودة منها، وطالما ظلّت هذه المنظومة تعاني من أوجه خلل بنيويّة، كتلك التي تعاني منها في بلداننا الخليجيّة، فإن خطط التنمية والنهضة عرضة للتعثر، وفاقدة للديمومة والاستمراريّة، التي تتطلب إعداد أجيال متتالية من الكفاءات، المسلحة بالرؤية العقلانيّة للعصر ولتحوّلات المجتمع، والمؤهلة بالمهارات الضروريّة التي تواكب الجديد في عالمي المعرفة والتقنية.
تحاول الورقة أن تسلط الضوء على هذا الجانب، متوقفة أمام بعض أوجه النقص في منظومتنا التعليميّة، ومحاولة اقتراح رؤية بديلة تساعد في بلوغ ما تصبو إليه بلداننا ومجتمعاتنا من أهداف تنمويّة، وتطوير ما أنجزته وتنجزه من مكتسبات في هذا المجال، انطلاقاً من النظر إلى التعليم كمنظومة متكاملة من المعارف والقيم، لا تنحصر مهمته في تلبية حاجات السوق، وإنما أن تكون الغاية هي إعداد كوادر بتكوين ثقافيّ إنسانيّ عالٍ، مع ما يتطلبه ذلك من تدريس للفلسفة والفكر التنويريّ، وقراءة الأدب والاستمتاع بالموسيقا والفنون عامة.
وتتخذ الورقة من تدريس مادة الفلسفة مثالاً، فهي مادة يمكن وصفها بالمفصليّة وبالإشكاليّة في الآن ذاته، فهي مفصليّة كونها من أولى التخصصات التي لا غنى لأي مجتمع ينشد المعرفة والتقدّم عنها، وهي إشكاليّة نظراً لما أحاط بأمر تدريسها من سجال، وحتى لو تناولنا الموضوع من زاوية ما بات يعرف بـ “بداغوجيا الكفايات”، فإن تدريس مادة الفلسفة يبقى ضرورة، لأنها تجعل التلميذ يفكر في ما وراء معرفة معينة ليُكوّن رأياً، ويتدرب على التفكير الناقد، عبر تمكينه من امتلاك المعرفة، وربطها بذاته وبتجاربه في الحياة، وبفهم المسائل التي تعالجها من أجل امتلاك مهارة النظر إلى أحداث حياته كتجارب، وهذا الرهان يساعد في تنمية سيرورات التفكير كي لا يكون التلميذ متلقيًا فقط، وإنما منتجًا للمعارف، فبيداغوجيا الكفايات تتحول من مجرد نقل المعرفة إلى تنمية المهارات الفكريّة والسوسيوعاطفيّة، حتى لا تتراكم عندنا المخرجات السائدة للتعليم حالياً.

الدكتور توفيق السيف – السعودية

 

ثقافة المجتمع.. كيف تحفز  النمو الاقتصادي او تعيقه

تحاول هذه الورقة توضيح دور الثقافة العامة في تحفيز او تثبيط النمو الاقتصادي. وتركز خصوصا على العوامل المعيقة في ثقافة المجتمع العربي.

نقطة البداية كالعادة هي تحديد مفهوم الثقافة التي نناقشها ، اي “المركب الذي يؤلف كل ما نفكر فيه او نقوم بعمله كأعضاء في مجتمع” وجرى التشديد على الاطار الاجتماعي ، نظرا لصلة الثقافة – في نقاشنا – بتوليد معنى الفعل الفردي والجمعي ، وبالتالي كونها محفزا او مثبطا للسلوك.

تتطرق الورقة ايضا الى الجدل الخاص بمعنى تأثير الثقافة على الاقتصاد ، بالنظر لكون النقاش في هذا الحقل ، حديثا نوعا ما. كما تشرح الفرق بين الحراك الاقتصادي العام وبين التنمية الاقتصادية ، اي الحراك المتوائم ، المنظم في اطارات تستهدف تحقيق غايات محددة في زمن محدد. وفي هذا السياق يبرز الدور الايجابي للثقافة في تحويل الحراك العام الى سياق تنموي ، او السلبي حين تلعب الثقافة دورا تثبيطيا ، فتحول المسار التنموي الى حراك اقتصادي عادي يتمحور حول التملك والاستهلاك.  

تستعرض الورقة ايضا باختصار شديد تاريخ النقاش في الفكرة ، وتذكر خصوصا دور ماكس فيبر ، وصولا الى ابرز التطورات التي جرت خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، حين تراجعت مكانة الاقتصاد المحورية تقريبا في نظريات التنمية والتحديث ، لصالح رؤية تحالو النمو الاقتصادي في اطار التحسن النوعي للحياة الانسانية.

بعد هذه المقدمات تصل الورقة التي السؤال المحوري: كيف تؤثر الثقافة على السلوك الاقتصادي ، فتقترح اثنين من التطبيقات الرائجة في المجتمع العربي ، وهما التصور المتشائم عن الانسان (اعتبار الفساد طبيعة اصلية في الانسان) ، وهيمنة التفسير الاسطوري/السحري لحركة العالم والناس.

في اقتراحات العلاج ، تركز الورقة على دور التعليم ، والاشكالات المحيطة به في الواقع العربي ، كما تحدد النقاط التي تقترح التركيز عليها في سياق معالجة الثقافة المثبطة.

لقد حاولت قدر الامكان بسط هذا المعنى وايضاحه ، أملا في جذب اهتمام الزملاء لمناقشته والتعمق فيه. وآمل ان أكون قد نجت في وضع اليد على ابرز الأسئلة المتعلقة بالموضوع.

الدكتور يعقوب الكندري  – الكويت  

التحديات الشائكة في المجال العلمي والإنتاج المعرفي: حالة الكويت

ملخص
التحديات الشائكة في المجال العلمي والإنتاج المعرفي: حالة الكويت
يعقوب يوسف الكندري، أستاذ الأنثروبولوجيا والاجتماع
كلية العلوم الاجتماعية-جامعة الكويت- الكويت
هناك مجموعة من التحديات التي تواجه المجتمعات العربية بشكل عام، والمجتمع الخليجي والكويتي بشكل خاص دون تحقيق التنمية المنشودة. ولعل من أبرز تلك التحديات- إن لم تكن أهمها- في المجتمع الكويتي هي تلك التي تتعلق بالبعد الثقافي وما يتعلق به في المجال العلمي والإنتاج المعرفي. وهذه التحديات تلعب دورا كبيرا في تأخر المجتمع المحلي. هناك أهمية لمناقشة هذه التحديات والوقوف عليها وعرضها لمساعدة راسمي السياسة الثقافية في المجتمع للوقوف عليها وتقديم أطر مناسبة لمعالجة جوانبها. فتعرض هذه الورقة أبرز التحديات التي يواجهها المجال العلمي والإنتاج المعرفي في الكويت، والتي تم تحديدها بأربعة أبعاد رئيسة تمثلت في: الأوعية البحثية والنشر العلمي، ومراكز بحثية هشة غير فاعلة، والمحتوى الثقافي الرقمي، والواقع الثقافي. فيما يتعلق بالبعد الأول، تناولت الورقة الأوعية البحثية العربية والإقليمية والمحلية وأن هناك عدم متابعة لتطورات البحث العلمي وأساليب النشر، وعدم القدرة على مسايرة الوضع العالمي الخاص بالنشر العلمي، وتناولت الورقة في هذا البعد أيضا الطبيعة البحثية الكمية والكيفية وإشكالياتها في البحوث والدراسات العربية والمحلية. وفي هذا البعد تمت الإشارة إلى أخلاقيات النشر العلمي، وظهور عديد من الإشكاليات غير المحمودة التي تمت الإشارة إليها. أما البعد الثاني فهو يتعلق بالمراكز البحثية غير فاعلة في المجتمعات العربية والمحلية تحديدا وما يمكن من تقديمه للمجتمع وتنميته. أما البعد الثالث، فهو المحتوى الثقافي الرقمي الذي يعبر عن رضا وصورة فاعلة ومناسبة في المجتمعات المحلية. ويتناول البعد الرابع والأخير قضايا الواقع الثقافي الذي نعيش وما يتضمنه من مشكلات تتعلق بدرجة الاهتمام بالعلم والعملية التعليمية، والمسئول عن الثقافة، والمؤسسات الثقافية، ومؤهلاتهم وقدراتهم على النمو بهذه الثقافة والإنتاج العلمي، ومن يقود الثقافة، وغيرها من العوامل المهمة. خلصت الورقة إلى أن هناك تحديات متعددة وشائكة في الإنتاج العلمي والمعرفي في المجتمع المحلي، ولا يمكن أن نرقى بالمستوى الثقافي المأمول دون أن يكون لدينا مشاريع وبرامج ثقافية يمكن تبنيها وتطبيقها.

الكلمات الدالة: الثقافة والتنمية، تحديات المجال العلمي، النشر والإنتاج العلمي، الكويت.

د. أمينة الحجري

الدكتورة أمينة الحجري  – سلطنة عمان

آليات التأثير المعرفي في المجتمعات الخليجية وإدارة التحولات الاجتماعية

يشهد العالم الان تحولات وتغييرات اجتماعية مهمة -ومنطقة الخليج ليست بمعزل-وجميع هذه المتغيرات التي نواجهها سواء داخلية وذاتية أو خارجية ولأسباب جغرافية، وبيولوجية، وسكانية، وتكنولوجية، وثقافية، واقتصادية، وسياسية، وأيدلوجية والتي بلا شك ستؤثر على بنيوية المجتمع.
ولا شك أن المجتمع الخليجي تطبعه خصوصيات وخصائص جوهرية قد لا تنطبق على كثير من التكتلات المجتمعية الأخرى في العالم العربي والإسلامي سواء في منطقة الهلال الخصيب أو في المغرب العربي على سبيل المثال، وتتأرجح هذه الملامح بين الوحدة العميقة والتنوع الحي، والأصالة الثابتة والحداثة المتجددة.
وهذه الورقة ستناقش إدارة هذه التغييرات والتحولات الاجتماعية بأبعادها الإيجابية والسلبية وتبعاتها على المجتمع والاسرة والمرأة والشباب. وهل هناك عملية تطوير في الاستراتيجيات الوطنية والسياسات والرؤى والممارسات لتسهيل عملية التغيير الاجتماعي الإيجابي في المجتمع ومجابهة التغييرات السلبية والحد من أثرها. وهل هذا التغير المتسارع واكبه تطوير وتحديث الأفكار والمفاهيم من قبل أفراد المجتمع من أجل تحقيق حماية وإنتاج جيل قادر على تنمية وبناء جيل قوي في داخل المجتمعات. وهل نحن قادرين ومستعدين على إدارة هذه التحولات الاجتماعية والتي بلا شك انها سنة من سنن الحياة.

الأستاذ محمد الكواري   – قطر

تموضع المعرفة والثقافة بين غايات التنمية وتحدياتها 

تطرح هذه الورقة رؤية تتعلق بموقع المعرفة والثقافة ودورها في التنمية المستدامة ، والتي هي غاية المجتمعات البشرية ، كما تعرف الثقافة بأنها ذلك الكل المركب المعقد الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والقيم والقانون والعادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان في المجتمع، وتتطرق لمكونات الثقافة ،
ثم تذكر بشئ من التفصيل وظائف الثقافة التي توفر ها لأفراد المجتمع من صور التفكير والمشاعر
وإشباع الحاجيات البيولوجية وصور لطبيعة الكون ،
وتحديد لمعايير الحكم على الأشياء من جميل اوقبيح ،كماتحدد القيم والاتجاهات .
كما تؤكد الورقة على ان المعرفة من اهم روافد الثقافة ،فالقدرة على اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها واستخدامها بطرق إبداعية ومبتكرة، هي القاطرة الرئيسية للتقدم ،بغض النظر عن المجال – سواء كان الاقتصاد، أو السياسة، أو العلوم، أو التعليم، أو الرياضة او التكنولوجيا .
و تعتمد مؤشرات اليونسكو التي تعرف التنمية (Development) كعملية التوسع فى اختيارات الأفراد، من أجل الارتقاء بالقدرات وتحسين مستويات رفاهية الشعوب، وعلى ذلك تعد زيادة الإنفاق العائلي على الخدمات الثقافية مؤشرا على رقى الشعوب وزيادة مستوى رفاهية المجتمعات.
وتؤكد الورقة على ان تنمية الابداعات الثقافية تحتاج إلى تربة خصبة وإلى دعم كبير وآليات وانظمة وتشريعات تحميها من اعدائها وخصومها وهذا لا يحدث الا بإشاعة المناخ الديمقراطي واحترام حقوق الانسان .
وبالرغم من ان مجتمعات دول الخليج العربي تشتهر بالديناميكية وباقتصادها القوي ، ومع ذلك تجادل هذه الورقة على ان النجاح والازدهار المستدام لهذه الدول لا يعتمد على الاقتصاد والبنية التحتية فقط، بل يتطلب أيضًا بناء الوعي والثقافة والمعرفة بشكل قوي وفعال.
كما تؤكد على ان المواطن المثقف مطالب قبل غيره في أن يساهم في تنمية وطنه بفاعلية وان يترك اثرا ايجابيا يتناسب مع امكانياته ، ولعل هذا ماحفز اعضاء منتدى التنمية لإنشائه واستمرار عطائه.

الدكتور محمد بن جرش  – الإمارات

التنمية الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة

إن مسيرة التنمية الإماراتية مسيرة مرت بعملية تحوّل نوعي وما رافقه من انتقال جذري من نظام القبيلة إلى الدولة العصرية، وما تتميز به من مجتمع حداثي ونظم وتشريعات ومؤسسات كان المواطن الإماراتي منطلقاً لها وغاية.

ولم يكن متاحاً لمسيرة التنمية في الإمارات أن تحقق تلك النجاحات الباهرة اعتماداً على الجانب المادي وحده، سيما وأن الإنسان يتجاوز دائماً حاجاته المادية ليسمو نحو آفاق أرحب من المتطلبات المعنوية والروحية الأكثر تعقيداً. وفي هذا السياق تبرز الثقافة باعتبارها السمة الأبرز للإنسان المعاصر، والعامل الأكثر تحديداً لمستقبل الجنس البشري، حتى إنها باتت أحد التعاريف الممكنة للإنسان اليوم باعتباره كائناً ثقافياً، أما في إطار كون معولم وعالم مرقمن فمن الضروري أن تصبح التنمية ثقافة.
الثقافة في الإمارات باتت إذن أسلوباً في الحياة يحكم مختلف الأنشطة والتفاصيل اليومية، تنهل من تاريخ الثقافة العربية الضاربة في القدم، متأثرة بالعديد من الثقافات والقضايا التي تشغل الفضاء العربي والدولي، وقد انطلق مسار التأسيس للثقافة في الإمارات بشكل فاعل من خلال النهوض بالتعليم، وإنشاء المؤسسات الإعلامية والثقافية الجديدة التي عززت الحركة الثقافية، وأسهمت بأنجع الوسائل في تطويرها وتحفيزها.