هل يعني العنوان شيئاً غير التنمية الشاملة؟ منطقياً لا يمكن تصور بلد لا يعرف أهمية أن تكون التنمية شاملةً جميع الميادين. حتى تلك البلدان التي حُرمت تسعة أعشار التنمية، العشر الباقي متروك للنمو السكاني، تعرف ذلك. لكن الواقع محبط مخيب للآمال، فضرورة شمولية التنمية لا تعني أن إدراك المبدأ دليل على العمل به. من سخرية التنمية أن الكثير من الدول المتقدمة الرأسمالية، تفتقر إلى تطبيق المعادلة الذهبية. لعل القارئ يذكر ما قاله الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فقد عاب البنية التحتية في الولايات المتحدة قائلاً: «إننا لا نملك مطارات مثل مطار دبي». وحين هاتف الرئيس الأسبق جيمي كارتر، مستنصحاً في شأن الصين، قال له كارتر: «الولايات المتحدة أهدرت ثلاثة تريليونات دولار في حروب بلا جدوى، بينما الصين شادت بثلاثة تريليونات دولار أقوى بنية تحتية، من بينها أفضل شبكة قطارات سريعة في العالم».
الطريقة المثلى لاستيعاب المعادلة الذهبية في التنمية، هي النظر إليها على نحو الفحص السريري الشامل. النظر إلى جميع قطاعات البلد كجسم واحد وظيفته وغايته استمرار الحياة والحفاظ عليها. أيّ إهمال لأيّ عضو قد يؤدي إلى الإضرار بالبدن من دون استثناء. هو ذا الطب الشمولي، ألاّ ينظر الطبيب إلى أيّ جزء من الجسم منفصلاً منعزلاً عن البقية. مشكلتك في أسنانك، لكن «الحكيم» النطاسي، يضع في الحسبان القلب والضغط والسكري وغيرها. فهل يجوز في التنمية السليمة، النهوض بالاقتصاد وإهمال التعليم والثقافة؟ أو التركيز على الدفاع ونسيان الصحة والقضاء؟
حين يتأمل العقل واقع التنمية المهزوز في جل بلدان العالم، يدرك أن دولة الإمارات، منذ تأسيس الاتحاد، كان مبدأ المعادلة الذهبية لديها أشبه شيء بالبديهة، بالسليقة، بالفطرة. البنيان يقوم على الأساس، فكانت البنية التحتية أولوية. كل شيء يضاف يجد مكانه متاحاً، كأنما خطط له قبل نصف قرن. سرعة النمو الاقتصادي نموذجية، إلى جانبها فعاليات ثقافية بالآلاف سنوياً. الصعود إلى الفضاء وفرادة الإنجاز في اللغة العربية من خلال المعجم التاريخي. المساعي الحميدة في شأن أوكرانيا، لتجنب ويلات الحرب، وتأمين غذاء الشعوب، مع الحفاظ على الكرامة السياسية السيادية، بالتوازن بين قوى الشرق والغرب.
لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: المعادلة رياضيات في الحسابات الدقيقة، وتعادلية للحفاظ على التوازن، وعدالة ضمير في الأحكام.