حامد حمود العجلان | القبس
كيف نقرأ نتائج الانتخابات الإيرانية لمجلسي الشورى والخبراء، التي أعلنت نتائجهما منذ أسبوعين، وفازت فيها القائمة الإصلاحية عن مدينة طهران بالمقاعد الثلاثين، المخصصة لطهران في مجلس الشورى، كما فاز فيها رفسنجاني والرئيس حسن روحاني بعضوية مجلس الخبراء؟ وكيف تقيم هذه النتائج التي خسر فيها المتشدد غلام عادل مقعده في مجلس الشورى، وهو رئيس سابق للمجلس، وابنته متزوجة من المرشد الأعلى علي خامنئي؟ وما تأثير خسارة المتشددين محمد يزدي ومحمد مصباح يزيدي عضويتهما في مجلس الخبراء، الذي من مهامه انتخاب المرشد الأعلى. ويعتبر الأخير المرشد الروحي للرئيس السابق أحمدي نجاد؟ إضافة إلى ذلك فقد خسر 70 من أعضاء مجلس الشورى السابق من المتشددين مقاعدهم في المجلس الجديد، وأصبح نصف أعضاء مجلس الشورى المكون من 290 عضوا من المستقلين والمحافظين المعتدلين والإصلاحيين. أما مجلس الشورى المكون من 88 عضوا، فأصبح ثلث أعضائه من الإصلاحيين أمثال رفسنجاني وروحاني ومحافظين معتدلين، مما يعني أن المتشددين ما زالوا يسيطرون على ثلثي أعضاء مجلس الخبراء.
هل إيران مقبلة على تغيير جذري بتأثير من نتائج هذه الانتخابات يشمل منهجها الاقتصادي والسياسي داخليا وخارجيا؟ وهل ما حصل مؤخرا يحقق أهداف الثورة الخضراء التي أرادها عام 2009 كل من مير حسن موسوي ومهدي كروبي اللذين ما زالا يقبعان في الإقامة الجبرية؟ لا شك في أن الإجابات ستكون مختلفة، وفقا لمرجعية المجيب. فمن ينتظر تغييرا في سياسة إيران الخارجية في ما يتعلق بالملف السوري سيصاب بخيبة أمل. ومن كان يطمح بأن تنير نتائج هذه الانتخابات الظلام الذي زرعه المتشددون، فلن يرى إلا ظلالا كما ترى الكاتبة الإيرانية أزاده موفيني التي تعيش في أميركا. لكن البراغماتية أو الواقعية تفرض علينا الاعتراف بأن هناك تغييرا ما يجرى من إيران. وان هذا التغيير يجري على الرغم من قوى متشددة، تسيطر على ثلثي أعضاء مجلس الخبراء، وعلى مجلس صيانة الدستور، وعلى القضاء على الجيش والحرس الثوري. لذا فالأجدر على المحلل أن يقيم ويميز بين التغيير على المديين القصير والطويل.
فعلى المدى القصير، ستقوي هذه النتائج رؤى مصلحين مثل هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني، وفوز الأول بالترتيب الأول في انتخابات مجلس الخبراء والثاني بالترتيب الثالث، يعكس رغبة دفينة في الرغبة بالتغيير لدى الإيرانيين، خاصة لدى أهل المدن وعلى رأسها طهران. كما أنها إشارة واضحة للرئيس روحاني على أن نجاحه في انتخابات الرئاسة المقبلة، التي ستجري بعد 15 شهرا أصبح شبه مضمون.
إضافة إلى ذلك، فإن فوز كل أعضاء القائمة المشكلة من إصلاحيين ومحافظين معتدلين في مدينة طهران يبشر بتكوين كتلة مؤهلة لزرع بذور تغيير أشمل وادامته على المدى الطويل. ويؤكد محسن ميلاني في العدد الأخير من «فورين أفيرز» أهمية كتلة طهران في مجلس الشورى لكونها الأكثر تعليما وخبرة. ويرى انه تاريخيا طالما قاد أعضاء المجلس النيابي من طهران التغيير في إيران. فكتلة محمد مصدق النيابية التي قادت التأميم في إيران في بداية الخمسينات كانت تضم أقل من ثلث أعضاء المجلس النيابي آنذاك. لكن لكون أعضائها من طهران، فإن تأثيرها كان أكبر من عدد أعضائها.
لكن إيران لن تشهد تغييرا جذريا على المدى القصير، فالقوى المتشددة المحافظة ما زالت تسيطر على مؤسسات ومجالس منتخبة مهمة. فهي ما زالت تسيطر على نصف أعضاء مجلس الشورى، والذي سيتضح تركيبة أعضائه أكثر بعد الانتخابات التكميلية لانتخاب 68 عضوا في الشهر المقبل. وتسيطر على ثلثي أعضاء مجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى وينتخب أعضاءه كل ثماني سنوات. فانتخابات المجلس المقبل لن تُجرى إلا في عام 2024.
كما أن المتشددين يسيطرون على مجلس صيانة الدستور، الذي من مهامه التدقيق بأهلية المرشحين للمجالس الانتخابية. وفي الانتخابات الأخيرة، رفض هذا المجلس أهلية 6000 مرشح لمجلس الشورى أو ما يعادل %50 من المرشحين، كما رفض ترشيح %70 من المتقدمين للترشيح لمجلس الخبراء بمن فيهم حسن الخميني حفيد الإمام الخميني. ويسيطر المحافظون على الجيش والحرس الثوري والقضاء.
رابط المقالة http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1146229&date=01072015&isauthor=1