د. موضي عبدالعزيز الحمود | القبس – الكويت
أشبعنا الكون ـــــ نحن أهل الكويت ـــــ تذمُّراً وشكوى من سوء الأحوال وتراجع الإنجاز في مناحي حياتنا، حتى وجدنا أنفسنا في المراتب المتأخّرة في مقاييس التنمية، بالنسبة الى أشقائنا في الخليج، دعوا عنكم المراتب العالمية!
مع تزايد المشاكل والتحديات يتراجع أداء مجلس نوابنا، حتى كثرت المسمّيات، التي تطلق على بعض النواب.. فتارة يُوسم البعض بــ«النواب الحصالة»، وأخرى بـــ«المناديب»، وثالثة بـــ«نواب الموالاة»، حيث تتباين المواقف، ويتحدد التصويت، وفقاً لمصالح البعض أو الانتماء.
أما الفريق الحكومي فما عدنا نرى إلا «فرقاء»، وليس فريقاً.. فكل وزير يقول «يا الله نفسي»، خوفاً من التعثّر في أسلاك الاستجوابات المنهمرة في السنة الأخيرة من عمر المجلس.. فترددت القرارات الحكومية وضاعت هيبة الوزراء وتراجع الأداء.. والحصادُ «مزيدٌ من التأخّر».. سنوات تمر من عمر الوطن الغالي في التشاحن والإحباط، حتى أصبحنا نفرح بأي إنجاز بسيط، كما يفرح الطفل الصغير بلعبته الجديدة.
المهم ليس لنا عذر كشعب في ما آلت إليه الأمور.. فالمسؤولية مشتركة، ولكن هذا الشهر قد يحمل أملاً.. فهو فبراير الذي يشهد أعياد الوطن وتحريره.. فلتكن لنا وقفة في تحرير أنفسنا ووطننا مما اعتراه.. وليبادر بالتسجيل في الكشوف الانتخابية مَن لم يسجل فيها حتى الآن.. خاصة فتياتنا ممن بلغن السن القانونية، وشبابنا المقدم على الساحة السياسية؛ فمعهم نأمل التغيير.
ورجاؤنا أيضاً أن يحرص المؤتمنون على هذه المهمة من المسؤولين على نزاهة التسجيل وتحرير الكشوف الانتخابية من كثير من مظاهر الانحراف في هذه السجلات.. وعلى رأسها النقل الجائر للأصوات من منطقة لأخرى، خاصة النقل المرتبط بانتشار المال السياسي، الذي زحف على الساحة الوطنية، حتى أصبحت بعض الأصوات سلعة تباع وتشترى في سوق «المزادات الانتخابية».. هذا ليس تجنّياً؛ فالظاهرة قد تم رصدها وتحليلها بالأرقام من قبل المؤتمنين المخلصين، وتم نشرها في كثير من صحفنا ووسائل التواصل الاجتماعي.. فلتكن لنا وقفة للتصدي لأي تلاعب أو فساد يشوب هذه الكشوف، وهو ما يعني تشويهاً لإرادة الأمة، وليحرص كل منا على حسن اختياره للمجلس المقبل.
ولنا أمل كبير في نوابنا الجادين بتبنّي ما طرحه «الملتقى الوطني للإصلاح» من إحياء «للهيئة الوطنية العليا للانتخابات».. ولنتذكر بأن الفساد ليس بالتعدي على الأموال العامة فقط، وإنما سرقة مستقبل الوطن هو فساد أعظم.. والله الحافظ.
رابط المقالة alqabas.com/article/5749060-كلمة-ورد-غطاهاصوتك-في-المزاد-الانتخابي?id=5749060