د. موضي عبدالعزيز الحمود | القبس – الكويت

لا يمكن أن أنسى ذلك اليوم الذي ضاقت فيه الدنيا بصديقتي العزيزة أم عبدالله وهي ترى زوجها (رحمه الله) في أمس الحاجة إلى عملية مستعجلة لأنها لا تستطيع التوقيع على أوراقه.. حيث كان ابنها وأعمامه خارج البلاد.. اتصلت تبكي وتسأل ما العمل، فرفيق عمرها يصارع من أجل حياته.. ويدها مغلولة بقرار ظالم منعها وغيرها من التوقيع على المعاملات الصحية لمن يحبون.. كتبت مقالتي في مايو 2017 راجيةً من وزير الصحة آنذاك التدخل لتغيير هذا الواقع الظالم وغير المنصف للمرأة وفوق كل ذلك غير الإنساني.. وكتب غيري عن الموضوع لحالات مشابهة ولكن لم يتغير شيء!!

لذلك استبشرنا خيراً بما قدمه النائب الفاضل يوسف الفضالة من مقترح مطلوب وضروري لمنح المرأة الولاية الصحية وذلك لرفع التمييز في مثل هذه المواقف الإنسانية.. ولكن!! وآه من لكن!! فرحتنا لم تتم فقد ارتطمت برفض اللجنة الصحية للمقترح بتبرير إجرائي هزيل ليس له سند في قانون أو حصافة وتجرد من الحس الإنساني.

يا سادة.. عجزنا ومللنا من هذه النظرة المتخلفة والإملاءات المجحفة وما تبعها من قرارات ظالمة بحق المرأة يغلفها أصحابها تارة بالدين وأخرى بالأعذار القانونية والإجرائية.. ولكن سببها وأساسها «واحد» وهو تلك النظرة غير المنصفة والمعارضة لحقوق المرأة التي كفلها الدستور من أناس كنا ننتظر منهم المبادرة في التغيير والإنصاف.

سؤال واحد ورجاء.. ويا ليت الأمانة العامة لمجلس الأمة تستجيب له.. لتبين لنا كم من صوت نسائي حاز عليه من يقف الآن ضد حقوقهن الدستورية؟.. أجزم بأن كل من هؤلاء الرجال لولا أصوات النساء الناخبات لما نجحوا.. ولكنه النكران في أشد صوره.

ألا ليت بنات جنسي يقاطعن كل من يقف ضد حق من حقوقهن حتى يدرك البعض تأثير المرأة وقوتها في الدفاع عن حقوقها. أجزم بأن النساء ستكون لهن يقظة إن عاجلاً أو آجلاً ضد من لا ينظر للمرأة إلا كصوت انتخابي وما دونه ليس لها عنده حساب.

نحلف بالله العظيم «فشلتونا» بين الأمم التي تتقدم ونحن ننحدر وبسرعة عجيبة نحو التخلف!! «الله يخلف علينا».

غدير والاستجواب:

لم يخرج الاستجواب للدكتورة غدير الأسيري عن حدود تلك النظرة التي ينظرها بعض نواب الأمة للمرأة واستعراض القوة النيابية أمامها.. فضاعت ساعات المجلس في استجواب أقل ما يوصف بأنه غير دستوري وخالٍ من المضمون، ولكنه حكم من يرى بيده السلطة فلا يوجهها وجهة بناءة خاصة إذا كانت المرأة هي المعنية.. شكراً د. غدير على صلابتك وحسن أدائك، وشكراً لمن تكلم الحق في حقك.. ونذكر من وقّع على طرح الثقة بأن الظلم ظلمات.

ما زال لنا شيء من الأمل في أن يرفع المجلس الظلم عن المرأة في كل موقع وأولها الموقع الوزاري الذي تمثلينه أيتها الفاضلة د. غدير.. والله الموفق.

 

رابط المقالة alqabas.com/article/5744949-كلمة-ورد-غطاهاكفاكم-تخلفا-فشلتونا?id=5744949