شاركت من ضمن من شاركوا الاسبوع الماضي في منتدى التنمية الخليجي في دورته الثانية والثلاثين في الدوحة، حيث يعقد هذا المنتدى سنويا طوال تلك السنين بمشاركة نخبة من المهتمين بقضايا الفكر والتنمية من أبناء دول الخليج العربي.
وقد ضم المنتدى تنوعا جميلا من النادر أن تجد تجمعا آخر شبيها يضمه من حيث الأسماء أو التوجهات أو الأيدلوجيات، وناقش المنتدى محاور غاية في الأهمية والحساسية في ما يخص منطقة الخليج ودولها وحكوماتها وشعوبها، ومستقبل العلاقات بين الدول وبعضها البعض، أو مستقبل هذه الدول ذاتها، وانعكاسات الربيع العربي على تلك الدول إضافة إلى قضايا أخرى مهمة للغاية، وذات حساسية عالية في تناولها أو الحديث عنها.
ما شغلني في المنتدى هو قدرته على الاستمرار طوال السنوات الماضية، ومدى قدرته على الصمود للسنوات المقبلة، خاصة وأن المجادلة فيه تسير ببطء شديد، حيث تجد أن الشباب في المنتدى قلة قليلة، وهو أمر يحتاج إلى وقفة وتمعن وتدارك من قبل المنظمين، كما أن النقد الذاتي الذي طرح في المنتدى حول مدى التأثير الذي يحققه هذا المنتدى الذي ينعقد منذ أكثر من ثلاثين عاما ومساهمته في تغيير الأحداث، وهو ما تساءل عنه بعض المشاركين في هذا المنتدى… وبرأيي أن قدرة هذا المنتدى على الاستمرار والصمود، واعتباره مجلسا خليجيا شعبيا للتعبير عن الآراء وتداولها بمنتهى الحرية هو بحد ذاته إنجاز لا يمكن أن يغفل أو ينكر… ونتمنى أن يحقق المنتدى أهدافه، وأن يتم البدء في تطويره وتنميته إلى الأفضل… ودمتم سالمين.